الثائرة العمياء

نشرت صحيفة "كوميرسانت" يوم 2 ابريل/نيسان مقالا جاء فيه انه تم تحديد هوية احدى الانتحاريتين اللتين فجرتا نفسيهما في مترو الانفاق بموسكو ، وتبين ان اسمها جنات عبدورحمانوفا (البارا) وتبلغ من العمر 17 سنة وهي ارملة اومالات محمدوف زعيم العصابات المسلحة في داغستان الذي تمت تصفيته نتيجة عملية امنية خاصة جرت في 31 ديسمبر/كانون الاول العام الماضي .واليكم نص المقال:

قد تم تحديد هوية جنات عبدورحمانوفا ( تقول معلومات اخرى ان اسمها عبدولايفا) التي تنحدر الى قرية كوستيك لمنطقة خسافيورت المشهورة بابطالها في المصارعتين الحرة واليونانية (يقال في القوقاز ان من كسب كوستيك كسب العالم كله)، وذلك بناءً على صور فوتوغرافية ومواصفات الفتاة الخاصة.

وقال مسؤولون في وزارة الداخلية الداغستانية:" لقد ارسلنا امس الى موسكو استمارتها التي تحتوي على صورتها الفوتوغرافية وسيرة حياتها. كما ألحقت بالاستمارة معلومات عن جنات وردت من قاعدة البيانات الخاصة باشخاص يميلون الى التطرف" . وترى لجنة التحقيق لدى النيابة العامة الروسية ان جنات عبدورحمانوفا فجرت نفسها في قطار "كراسنايا ستريلا" لمترو الانفاق بموسكو مما اودى بحياة أكثر من 20 راكبا.

يقول منتسبو المباحث الداغستانية انها انضمت الى العصابات السرية بعد ان اقامت اتصالا بزعيم مقاتلي مدينة خسافيورت ثم باومالات محمدوف زعيم مقاتلي عموم داغستان. ويقال انه تعرف بالفتاة عندما بلغ عمرها 16 سنة عن طريق الانترنت، ثم التقى بها ونقلها قسرا الى قاعدته.

وقد تمت تصفية اومالات محمدوف نتيجة عملية خاصة اجريت في 31 ديسمبر/كانون الاول الماضي. وبحسب المعلومات الواردة من دائرة هيئة الامن الفيدرالية في داغستان فان رجال الشرطة من مدينة غروزني حاولوا في الساعة العاشرة مساء يوم 31 ديسمبر/كانون الاول الماضي ايقاف سيارة "فاز - 21014" المارة بمدينة خسافيورت. فاطلق اربعة اشخاص كانوا يركبون السيارة النار عليهم. ثم رد رجال الشرطة عليهم بالنيران وقتلوهم كلهم.

وقد وصفت هيئة الامن الفيدرالية آنذاك هذه العملية بانها من انجح العمليات خلال السنوات الاخيرة، اذ انه تمت تصفية شميل محمدوف احد زعماء عصابة غوبدن، وزعيم عصابة كازبيك ابراهيم إبييف ، وانور بيدولايف المرؤوس له ، الى جانب اومالات محمدوف امير داغستان الذي يكنى بـ "البار" والذي حل محل من سبقه في هذا المنصب عمر شيخولايف الذي هو الاخر سبق وان تمت تصفيته في فبراير/شباط عام 2009 بمحج قلعة.

وبحسب المعلومات المتوفرة لدى هيئة الامن الفيدرالية فان اومالات محمدوف كان مطلوبا لدى اجهزة الامن الروسية لقاء ارتكابه سلسلة من الجرائم الشاقة وكان من الاشخاص المقربين من دوكو عمروف زعيم المقاتلين في شمال القوقاز. ويفترض انه قد دبر يوم 6 يناير/كانون الثاني الماضي بمساعدة "جماعة فيدينو" عملية ارهابية انتقامية اسفرت عن تفجير قاعدة لشرطة المرور في بلدة ستيبنوي بضواحي محج قلعة حين استقل انتحاري سيارة "نيفا" محملة بـ 100 كيلوغرام من المتفجرات واصطدم بسيارة "واز" التابعة للشرطة . واسفرت العملية الانتحارية عن مصرع 4 شرطيين.

لم يتضح الامر لحد الان كيف وقعت جنات بين الانتحاريات. ربما تعرضت بعد مقتل زوجها( اومالات محمدوف) لتأثير متطرفين مثل سعيد بورياتسكي اقنعوها بالفداء للانتقام من قتل زوجها.

وفيما يتعلق بالانتحارية الثانية التي فجرت نفسها ايضاً في مترو الانفاق بموسكو فلم يتم تحديد هويتها لحد الآن.

ويقول رجال الامن انه ثمة احتمال ان الانتحارية الثانية هي مارخا اوسترخانوفا المنحدرة الى جمهورية الشيشان. لكن الاستنتاج النهائي بهذا الشأن سابق للاوان.

الا ان بيانات كمبيوترية حولها قد ارسلتها وزارة الداخلية الشيشانية الى موسكو. وقد ابلغ رجال المباحث الشيشانيون زملائهم في موسكو مواصفات مارخا الخاصة التي ادرجت في الجمهورية بقائمة المفقودين، وبين تلك المواصفات ندبة في ذقنها بجهة اليمين وشامة في ردفها الايمن. والجدير بالذكر ان ندبة كهذه اكتشفت لدى الانتحارية التي فجرت نفسها في محطة "بارك كولتوري" بمترو الانفاق بموسكو.